لكي تحب نفسك كما أنت، لا يجب عليك أن تكره التجربة التي شكلتك.

“”الغرض من الحياة هي التجربة.” – 

هناك حرية مريرة وحلوة في إدراك أنك مجرد روح تمر عبر هذا العالم؛ ليست هنا لتكون مثالية، ولكن هنا لتشعر بعمق، ولتتحطم، ولتنمو، ولتشهد كل جزء خام وجميل ومؤلم من كونك على قيد الحياة.

كل خيار اعتبرته خاطئًا كان مجرد وسيلة لإعادة توجيهك. كل منعطف، كل حزن، كل لحظة شك، كانت تحاول تعليمك شيئًا لم يكن بإمكانك تعلمه بأي طريقة أخرى.

وربما، وربما فقط، كل ما حدث لك حدث لسبب ما، حتى لو كان هذا السبب لا يزال مخفيًا تحت طبقات من الألم والارتباك.

كلما تعمقنا في فهم الحياة، ازداد ثقلها علينا. مع تقدمنا في العمر، تتكشف لنا الحقائق بطرق لم نكن مستعدين لها. يكشف لنا الرشد حقائق مُقلقة: كيف يُمكن للناس ان تكون بهذه القسوة، وكيف يُشوّههم الجشع، وكيف يُحطم الكبرياء ما يحاول الحب الحفاظ عليه. نبدأ برؤية وطأة الظلم، وكيف يُعرّف المال السلطة، وكيف يُعامل الفقراء على أنهم أقل من البشر. وهذا الإدراك، ومعرفة مدى انتشار ظلم في هذا العالم، قد يكون مُفجعًا.

ومع كل ذلك، من السهل أن نشعر أن الحياة ليست سوى محاولة طويلة للبقاء على قيد الحياة. رغم قصرها .

لكن ربما البقاء مهم، وربما تكون شجاعة.

مثلك، كافحتُ للتمسك بالأمل عندما أتعبتني الحياة – عقليًا وعاطفيًا وجسديًا. شككتُ، وانكسرتُ، وأردتُ الاستسلام. أمرُّ بأوقاتٍ أتساءل فيها عن المستقبل والتفكير فيه بسبب الانهيار. لكن بطريقةٍ ما، عندما أستعيد ذكرياتي، تبدأ كل تلك اللحظات في اكتساب معنى. الانهيارات، والفوضى، وليالي الأرق المليئة بالألم – كانت تلك هي الشقوق التي انسلَّ منها النور أخيرًا.

وربما، وربما فقط، هذه هي مفارقة الحياة: لكي تشفى، عليك أن تتألم؛ لكي تحب حبًا كاملًا، عليك أن تنفتح؛ لكي تجد السلام، عليك أولًا أن تُواجه الفوضى. الحياة هكذا هي . سلسلة من الخيارات الصعبة، ومعارك صامتة، ولحظات تبدو وكأنها لن يكون لها معنى – حتى يأتي يومٌ ما، يصبح لها معنى.

سامح نفسك على أخطائك. لقد تعلمت دروسك، والآن دعها ترشدك. استخدم هذه الحكمة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا ولطفًا لنفسك.

لم تُخلق لتكون بلا عيب. بل خُلقت لتشعر … لتعيش كل الأسئلةوالاجوبه . لتخاطر، لتسقط، لتحب بعمق، وأحيانًا لتخسر بنفس العمق. مرونتك ليست عيبًا؛ إنها دليل على نضجك. حتى لو لم تكن حيث تمنيتَ أن تكون بعد، فإن وجودك هنا يعني أنك تفعل شيئًا صحيحًا بالفعل.

لذا لا تندم على الرحلة. تعلم منها. عشها. دع كل تجربة – جيدة كانت أم سيئة – تقربك من ذاتك. لأن كل خطوة، مهما كانت صغيرة أو صعبة، هي خطوة نحو الشفاء والنمو والحب الذي تستحقه؛ بدءًا من الحب الذي تمنحه لنفسك.

لكي تحب نفسك كما أنت، لا يجب عليك أن تكره التجربة التي شكلتك.

وبمرور الوقت – بغض النظر عن المدة التي يستغرقها الأمر – فإن الحب والنور سيجدان طريقهما إليك دائمًا.

التعليقات

رد واحد على “لكي تحب نفسك كما أنت، لا يجب عليك أن تكره التجربة التي شكلتك.”

  1. الصورة الرمزية لـ م . أسماء طلبة
    م . أسماء طلبة

    لم تُخلق لتكون بلا عيب. بل خُلقت لتشعر
    👏👏👏👏

اترك رداً على م . أسماء طلبة إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *