سلسلة مقال التواصل الفعّال بين الزوجين.

الأخطاء الشائعة بين الزوجين:

الأخطاء الشائعة في التواصل بين الزوجين: عندما يكون الحب وحده لا يكفي.

كثير من الأزواج يحبون بعضهم بصدق…
لكن رغم الحب، يشعر كل طرف بأنه “غير مفهوم”،
وكأنهما يتحدثان لغتين مختلفتين، مما يجعل التواصل بينهما مليئاً بالضباب وسوء الفهم.
في هذا المقال، نستعرض أهم الأخطاء الشائعة التي تحدث بين الزوجين أثناء التواصل وكيف يمكن لهذه الأخطاء البسيطة أن تخلق فجوة كبيرة إذا لم ننتبه لها.

1. محاولة التغيير بدافع الحب
غالباً ما تحاول الزوجة تغيير بعض صفات زوجها، لا لأنها لا تحبه، بل لأنها تريد له الأفضل.
لكن الرجل لا يرى الأمر بهذه الطريقة، بل يشعر أنه غير مقبول كما هو، وأنه تحت التقييم الدائم.
القبول أولاً هو المفتاح عندما يشعر الرجل أنه محبوب كما هو، يصبح أكثر استعداداً للتغيير من تلقاء نفسه.

2. تقديم حلول بدلاً من الإصغاء
عندما تتحدث المرأة عن مشاعرها، فهي في الغالب لا تبحث عن حلول، بل عن من يُنصت لها بتعاطف
لكن الرجل، بطبيعته العملية، يُسرع بتقديم النصائح والحلول، معتقداً أنه يساعد.
أفضل ما يمكن أن يقدمه الرجل هو الإنصات الصادق والداعم، دون مقاطعة أو توجيه.

3. الانسحاب الذكوري مقابل الحاجة للحديث
عندما يمر الرجل بضغوط أو مشاكل، ينسحب إلى “عالمه الخاص” ليحل الأمور بصمت،
بينما تميل المرأة إلى الحديث ومشاركة ما تشعر به. هذا الاختلاف يُفسر أحياناً خطأً على أنه تجاهل أو برود.
يحتاج الطرفان إلى إدراك هذه الفروقات الطبيعية واحترام المساحة التي يحتاجها الآخر، دون افتراضات مسبقة.

4. تفسير الكلام على أنه نقد شخصي
كثير من الرجال يفسرون حديث المرأة العاطفي أو شكواها على أنه نقد لقدراتهم أو تقليل من قيمتهم.
بينما هي فقط تحاول التعبير عن مشاعرها واحتياجاتها العاطفية.
من المهم أن تعبّر المرأة عن مشاعرها بلغة “أنا أشعر” بدلاً من “أنت لا تفعل”،
وأن يحاول الرجل الاستماع دون أن يأخذ الأمر بشكل شخصي.

أمثلة للاخطاء الشائعة بين الزوجين مع التصرف الصحيح لكل خطأ:

الخطأ 1: عدم الاستماع الجيد:
الزوجة تقول:
“أنت لا تستمع إليّ!”

الزوج يرد بسرعة:
“كيف لا أستمع؟ أنا جالس أمامك!”
🚫 الخطأ:
الدفاع عن النفس بدلاً من محاولة فهم ما تشعر به الزوجة.
✅ التصرف الصحيح:
يتوقّف عما يفعله، ينظر إليها باهتمام ويقول:
“أفهم أنكِ متضايقة… أنا مستعد للاستماع، أخبريني ما الذي يزعجك.”

الخطأ 2: تقديم حلول بدلاً من التعاطف:
الزوجة تقول:
“أنا متعبة من مسؤوليات البيت والأولاد.”
الزوج يرد:
“اتركي كل شيء وارتاحي، الأمر بسيط.”
🚫 الخطأ:
التقليل من مشاعرها ومحاولة إصلاح الأمر دون إنصات.
✅ التصرف الصحيح:
“أشعر بكمية الضغط التي تعانين منها… وأنا معك. دعينا نفكر سويًا كيف يمكنني مساعدتك.”

الخطأ 3: الانسحاب عند الخلاف:

الزوجة تقول:
“كلما نختلف، تنسحب وتتركني!”
الزوج يرد:
“لأني لا أحب المشاكل، وأنتِ دائمًا تكبّرين الأمور!”
🚫 الخطأ:
الهروب من المواجهة وترك الطرف الآخر في قلق.
✅ التصرف الصحيح:
“أحتاج إلى بعض الوقت حتى أهدأ وأفكر بهدوء، ثم نكمل الحديث، لأن ما بيننا يستحق أن نناقشه بعقل.”

الخطأ 4: تفسير الكلام كنقد شخصي:
الزوجة تقول:
“أشعر أحياناً أنك لا تدعمني عندما أكون في حاجة إليك.”
الزوج يرد بانفعال:
“يعني كل ما أفعله لا قيمة له؟!”
🚫 الخطأ:
أخذ الكلام على أنه إهانة شخصية بدلًا من محاولة الفهم.
✅ التصرف الصحيح:
“أنا آسف إن شعرتِ بذلك… أرجو أن توضحي لي متى شعرتِ بهذا، حتى أكون أقرب إليك وأساندك كما تحتاجين.”

و اخيرا نقول أكبر الأخطاء في العلاقات لا تكون دائماً في الأفعال، بل في فهم النوايا.
الزوجان قد يحبان بعضهما بعمق، لكن يجرحان بعضهما دون قصد لأن كل طرف يُعبّر عن مشاعره بطريقة مختلفة.

التواصل الفعّال لا يعني أن نفهم فقط ما يُقال،
بل أن نحاول أن نفهم “ما الذي يُقصَد” خلف الكلمات، وأن نمنح بعضنا مساحة للحديث، والصمت، والتعبير، دون خوف من الرفض أو التأنيب.

شاركنا رأيك
هل واجهت أحد هذه الأخطاء في علاقتك؟
أو كنت تعتقد أن شريكك لا يفهمك رغم الحب؟
اكتب/ي لنا تجربتك أو رأيك، فربما يجد أحدهم نفسه في كلماتك 💬

أ.سجود عمر

أخصائي نفسي و مرشد أسري و زواجي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *