أبرز علماء النفس الذي قدموا مساهمات في دارسة هذا العلم

قدم العديد من علماء النفس؛ على مدار التاريخ، مساهمات مهمة في دراسة ذلك العلم ، فبالمقارنة مع علم الأحياء والفيزياء، فإن علم النفس هو علم حديث العهد نسبياً،

في السطور التالية نقدم لكم أهم 10 علماء في تاريخ علم النفس

عالم نفس مؤثر ساهم في تشكيل أفكارنا حول العقل والسلوك ساهم بعضٌ من أشهر علماء النفس في التاريخ في فهمنا للفكر والسلوك البشري. ويمكن رؤية اتساع وتنوع علم النفس من خلال النظر إلى بعضٍ من أشهر مفكريه بينما قد يكون كلٌّ منظّر جزءًا من مدرسة فكرية رئيسية ، إلا أن كلًّا منهم قدّم منظورًا فريدًا لعلم النفس.

تُقدّم القائمة أدناه لمحةً عن مسيرة عشرةٍ من علماء النفس المشهورين وأهمّ مساهماتهم في هذا المجال. وقد وُضعت هذه القائمة بالاستناد إلى دراسةٍ دقيقةٍ بعنوان “أبرز مئة عالم نفس في القرن العشرين”، وهي ليست شاملةً بأيّ حالٍ من الأحوال، بل تهدف إلى إلقاء نظرةٍ على بعضٍ من أهمّ الرؤى النظرية التي أثّرت ليس فقط في علم النفس، بل في الثقافة بشكلٍ عام.

نظرة عامة

من بين أشهر علماء النفس في التاريخ أسماءٌ كثيرة قد تكون مألوفة لديك، مثل سكينر، وفرويد، وباندورا، وبياجيه. قد يكون بعضهم أقل شهرة، لكن بصماتهم على تاريخ علم النفس لا شك فيها. تابع القراءة لمعرفة المزيد عن هؤلاء العلماء المشهورين، ونظرياتهم الرئيسية، وكيف أثروا في فهمنا للعقل البشري والسلوك.

1- بي إف سكينر

الفترة الزمنية التي عاش خلالها بي. إف. سكينر

عاش العالم بي. إف. سكينر ما بين 1904 و 1990.

أهم مساهمات بي. إف. سكينر في علم النفس

• السلوكية في علم النفس.
• التكييف الإجرائي.

لمحة عن بي. إف. سكينر

يعرف بي. إف. سكينر بأنه عالم نفس قام بتطوير نظرية التكييف الإجرائي. واستلهم أفكار عمله من عمل عالمي النفس بافلوف وواتسون وقد أثبتت تجاربه أنه بالإمكان استخدام التعزيز والعقاب إما لزيادة أو إنقاص تواتر ظهور سلوك ما.

يبرز اسم هذا العالم بشكل خاص عند الحديث عن المدرسة السلوكية التي تقترح أنه بالإمكان فهم أي سلوك لدى الإنسان عبر فهم أساسيات عمليات التكييف. يُعد بي. إف. سكينر أحد أشهر علماء النفس في التاريخ. كان من أشدّ المدافعين عن السلوكية ، مما جعله قوةً بارزةً في علم النفس، حتى أنه وُصف بأنه أبرز علماء النفس في القرن العشرين ^.

وفقًا لسكينر، فإن جميع عمليات التعلم هي نتيجة عمليات تكييف من خلال التعزيز والعقاب . عندما يُعزز السلوك، يزداد احتمال تكراره في المستقبل. 

أما إذا عُوقب، فيقل احتمال تكراره . ولا تزال العديد من تقنيات العلاج المبنية على نظرياته، بما في ذلك تعديل السلوك والاقتصاد الرمزي، مستخدمة على نطاق واسع حتى يومنا هذا.

2- جان بياجيه

كان جان بياجيه عالم النفس الأكثر تأثيرًا في تشكيل فهمنا للنمو المعرفي طوال مرحلة الطفولة. وقد جعلته نظريته في النمو المعرفي أحد أشهر علماء النفس في التاريخ ^.

كان لعمله تأثيرٌ بالغٌ على فهم النمو الفكري للأطفال. وساهمت أبحاثه في تطوير علم النفس التنموي ، وعلم النفس المعرفي، ونظرية المعرفة الوراثية، وإصلاح التعليم.

ذات مرة، وصف ألبرت أينشتاين ملاحظات بياجيه حول النمو الفكري والعمليات الفكرية للأطفال بأنها اكتشاف “بسيط للغاية لدرجة أن عبقريًا فقط يمكنه أن يفكر فيه”.

3- سيغموند فرويد

الفترة الزمنية التي عاش خلالها سيغموند فرويد

عاش العالم النمساوي سيغموند فرويد ما بين 1856 و 1939.

أهم مساهمات فرويد في علم النفس

• التحليل النفسي.
• الهوية، الغرور، و الأنا الذاتية.
• الوعي واللاوعي.
• عقدة أوديب.
• غرائز الحياة والموت.
• الكبت.

لمحة عن سيغموند فرويد

لا تكتمل أي لائحة عن أهم علماء النفس دون أن تتضمن سيغموند فرويد الذي يكاد يكون أشهر علماء النفس على مستوى العالم. تميز فرويد بأفكاره المثيرة للجدل ويقدّر أن مفاهيمه حول لاوعي الإنسان لا تزال ذات تأثير بارز على علم النفس ككل.

تمكن سيغموند فرويد من النهوض بشق كامل من علم النفس وهو التحليل النفسي الذي لا يزال يستخدم حتى يومنا هذا بطرق وأساليب متنوعة في العلاج النفسي. تضمن عمل فرويد نظريات مهمة في مجالات أخرى لعلم النفس مثل الغور والهوية والتطور النفسي الجنسي والغرائز التي تتعلق بالموت.

عندما يفكر الناس في علماء النفس المشهورين، يتبادر إلى أذهانهم فورًا سيغموند فرويد . ورغم أن العديد من نظرياته كانت مثيرة للجدل، إلا أن أعماله دعمت الاعتقاد بأن ليس لكل الأمراض النفسية أسباب فسيولوجية.

كما طرحت نظرياته وأعماله فكرة أن التحدث عن المشاكل النفسية قد يُسهم في تخفيفها. وقد أدى ذلك إلى ظهور فكرة العلاج بالكلام، الذي كان له تأثير عميق على نظرتنا للأمراض النفسية ومعالجتنا لها.

قدّم فرويد أيضًا أدلةً على تأثير الاختلافات الثقافية على علم النفس والسلوك. ساهم عمله في فهمنا للتطور البشري، والشخصية، وعلم النفس السريري ، وعلم النفس غير الطبيعي.

 4- ألبرت باندورا

يُعتبر عمل ألبرت باندورا جزءًا من الثورة المعرفية في علم النفس التي بدأت في أواخر ستينيات القرن العشرين.قد أكدت نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا على أهمية التعلم بالملاحظة والتقليد والنمذجة.

“سوف يكون التعلم شاقًا للغاية، ناهيك عن الخطورة، إذا كان على الناس الاعتماد فقط على تأثيرات أفعالهم الخاصة لإعلامهم بما يجب عليهم فعله”، كما أوضح باندورا في كتابه “نظرية التعلم الاجتماعي” الصادر عام 1977.

لا يزال تأثير باندورا محسوسًا على نطاق واسع حتى يومنا هذا، حيث يواصل الباحثون مناقشة آثار العنف الملحوظ، مثل العنف في الأفلام وألعاب الفيديو، على سلوك المراهقين.

5- ليون فيستينجر

قام ليون فيستينجر بتطوير نظريات التنافر المعرفي والمقارنة الاجتماعية لتفسير الطرق التي تؤثر بها الظروف الاجتماعية على السلوك البشري. 

التنافر المعرفي هو حالة من عدم الارتياح تشعر بها عندما تمسك بمعتقدين متعارضين . على سبيل المثال ,قد تدخن مع أنك تعلم أنه ضار بصحتك.

تنص نظريته في المقارنة الاجتماعية على أنك تُقيّم أفكارك بمقارنتها بما يعتقده الآخرون. كما أنك أكثر ميلًا للبحث عن أشخاص آخرين يشاركونك معتقداتك وقيمك.

6- وليام جيمس

الفترة الزمنية التي عاش خلالها ويليام جيمس

عاش العالم ويليام جيمس ما بين 1842 و 1910.

أهم مساهمات ويليام جيمس في علم النفس

• الوظيفية.
• البراغماتية.
• الإنطباعية المتطرفة.

لمحة عن ويليام جيمس

يعرف عالم النفس والفيلسوف ويليام جيمس بلقب أبو الطب النفسي الأمريكي ومن أهم إنجازاته ومؤلفاته العلمية مجلد يضم 1200 صفحة أطلق عليه عنوان “أساسيات علم النفس” الذي أصبح فيما بعد واحداً من كلاسيكيات هذا العلم في العالم أجمع.

بفضل مساهمات جيمس في مجال علم النفس وتفانيه في هذه الدراسات، تم تأسيس علم النفس كعلم منفصل عن غيره من العلوم وقد ساهمت أفكاره النيرة في إغناء العديد من النظريات مثل الوظيفية والبراغماتية كما أنه قضى 39 عاماً من حياته في تعليم علم النفس في الجامعة. وأثر على العديد من طلاب علم النفس خلال مسيرته التدريسية.

7- إيفان بافلوف

أحد الأفراد الذين يُعتبرون غالبًا من أشهر علماء النفس لم يكن في الواقع عالم نفس على الإطلاق. كان إيفان بافلوف عالم فسيولوجيا روسيًا أثّرت أبحاثه حول المنعكسات الشرطية والتكيف الكلاسيكي على ظهور السلوكية في علم النفس.

وفقًا لبافلوف، عند اقتران مُحفِّز بمُحفِّز تلقائي مُشروط، تُحفَّز الاستجابة الطبيعية تلقائيًا. اقتران مُحفِّز محايد به سيؤدي في النهاية إلى أن يُحفِّز هذا المُحفِّز الاستجابة نفسها عبر الارتباط.

ساعدت الأساليب التجريبية التي ابتكرها بافلوف في نقل علم النفس بعيدًا عن الاستبطان والتقييمات الذاتية إلى القياس الموضوعي للسلوك.

8- كارل روجرز

أكد كارل روجرز على الإمكانات البشرية، مما كان له تأثير هائل على علم النفس والتعليم. وأصبح أحد أبرز المفكرين الإنسانيين، وكان له تأثير كبير في مجال العلاج النفسي من خلال أسلوبه العلاجي المتمركز حول العميل . 

العلاج المتمركز حول العميل هو نهج علاجي غير توجيهي , حيث يوجه العميل لعملية العلاج .يقوم هذا العلاج على فكرة أن العميل خبير في حياته، وبالتالي فهو الأقدر على تحديد احتياجاته وكيفية تحقيقها. 

ووصفته ابنته ناتالي روجرز بأنه “نموذج للتعاطف والمبادئ الديمقراطية في حياته الخاصة، وفي عمله كمدرس وكاتب ومعالج”.

9- إريك إريكسون

ساعدت نظرية المراحل التي وضعها إريك إريكسون في التطور النفسي الاجتماعي على خلق الاهتمام والبحث في مجال التطور البشري على مدار العمر، مما ساعد أيضًا في جعله واحدًا من أشهر علماء النفس في التاريخ.

كان إريكسون عالم نفس متخصص في الأنا، ودرس مع آنا فرويد، وقام بتوسيع النظرية التحليلية النفسية من خلال استكشاف التطور طوال الحياة، بما في ذلك أحداث الطفولة والبلوغ والشيخوخة.

وفقًا لنظريته، يمر الإنسان بثمانية مراحل حياتية. في كل مرحلة، يواجه أزمة نمو، والنجاح في التغلب على هذا التحدي يُمكّن من تكوين صفات تؤثر على نموه المستقبلي.

10- ليف فيجوتسكي

كان ليف فيجوتسكي معاصرًا لبعض علماء النفس المشهورين، مثل بياجيه وفرويد وسكينر وبافلوف، إلا أن أعماله لم تحقق نفس الشهرة خلال حياته. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أن الكثير من كتاباته ظلت بعيدة عن متناول العالم الغربي حتى وقت قريب. 

ابتداءً من ستينيات القرن الماضي وحتى تسعينياته، تُرجمت العديد من كتاباته من اللغة الروسية. ونتيجةً لذلك، اكتسبت أعماله تأثيرًا هائلًا في العقود الأخيرة، لا سيما في مجالي علم النفس التربوي ونمو الطفل.

ورغم أن وفاته المبكرة في سن 38 عامًا أوقفت عمله، إلا أنه أصبح واحدًا من علماء النفس الأكثر استشهادًا بهم في القرن العشرين.

الخلاصة :

لقد تأثر علم النفس بعدد من المفكرين البارزين، بمن فيهم علماء نفس مشهورون مثل فرويد وسكينر وبياجيه. ترك كلٌّ منهم بصماته وساهم في تشكيل طريقة تفكيرنا في العقل والسلوك. ومع استمرار مساهماتهم في تشكيل علم النفس المعاصر، يواصل الباحثون والأطباء العمل على تعزيز فهمنا لعلم النفس البشري.