المقدمة
في خضم مسؤوليات الحياة اليومية، ننسى أنفسنا ونحن نحاول إرضاء الجميع. نتحمل فوق طاقتنا – من ضغوط العمل، ومطالب الأسرة، إلى الواجبات الاجتماعية. نعطي بلا حدود، ونُرهق أنفسنا لنكون “كما يجب”، ونخشى أن يُقال إننا قصّرنا، أو لم نكن على قدر التوقعات، ومع الوقت، نجد أنفسنا فارغات، نشعر أننا “لسنا كفاية”، وأننا فقدنا شيئًا من قيمتنا.
لكن هل توقفنا يومًا لنسأل: متى كانت آخر مرة فكرت فيها بنفسي فقط؟ متى كانت آخر مرة قلت لنفسي: “أنا أستحق، أنا مهمة، أنا كفاية كما أنا”؟
هذا المقال ليس محاضرة، بل دعوة صادقة لأن نُعيد النظر في علاقتنا بأنفسنا. لأن تقدير الذات ليس رفاهية نفسية، بل أساس يُبنى عليه كل شيء في حياتنا. ومن هنا، أقول لكل واحدة تقرأ الآن: خذي نفسًا عميقًا، وانظري لنفسك بعين المحبة، وارفقي بها قليلًا، وقولي لها من القلب: “من اليوم… سأحبني.“
أولًا: مش بس “ثقة”… افهم الفرق بين تقدير الذات والثقة بالنفس، وهل الثقة تعني الغرور؟
غالبًا ما نخلط بين تقدير الذات والثقة بالنفس، ونعتقد أنهما نفس الشيء، لكن الحقيقة أن هناك فرقًا كبيرًا بين المفهومين، رغم وجود علاقة قوية بينهما.
✅ تقدير الذات: الجذر العميق
تقدير الذات هو شعور داخلي عميق وثابت بأنك تستحقين الحب والاحترام، ببساطة لأنك إنسانة. هو إحساسك بقيمتك الذاتية، بغضّ النظر عن الظروف أو الأخطاء أو رأي الآخرين.
يعني أن تتقبلي نفسك كما أنتِ – بجوانبك القوية والضعيفة – دون جلد أو قسوة. أن لا تحكمي على نفسك بالفشل أو النقص لمجرد أنك مررتِ بيوم صعب أو ارتكبتِ خطأ، أو لأنك قررتِ تعطي نفسك بعض الراحة.
بمعنى آخر، تقدير الذات هو أساس رؤيتك لنفسك… هو الجذر الذي تنبت منه كل مشاعرك وسلوكياتك.
✅ الثقة بالنفس: الثمرة الظاهرة
أما الثقة بالنفس فهي نتيجة طبيعية لتقدير الذات ، هي إيمانك بقدرتك على الفعل والإنجاز. هي شعورك بأنك قادرة على خوض التحديات، وحل المشكلات، وتحقيق الأهداف مهما كانت صعبة.
الثقة بالنفس لا تولد معنا بشكل كامل، بل:
* **93% مكتسبة** من البيئة والتربية والتجارب اليومية.
* **7% فطرية** يولد بها الإنسان.
تتأثر الثقة بالنفس بكل شيء حولنا: كيف تربينا، كيف عشنا الطفولة، كيف تعامل معنا الأهل والمعلمون، كيف تم تقديرنا وقت الإنجاز أو وقت الفشل، كيف تحدثنا لأنفسنا، وما الصورة الذهنية التي نحملها عن ذاتنا.
🧠 ** مثال واقعي: توماس إديسون**
حين وصفه معلموه في المدرسة بأنه “طفل بطيء الفهم، دائم الشرود، ضعيف السمع”، قررت المدرسة فصله. لكن والدته، ماري إديسون، لم تنقل له هذا الكلام المحبط ، بل أخبرته أنه “ذكي جدًا” لدرجة أن المدرسة لا تستطيع استيعابه، ولهذا ستعلّمه في البيت.
بهذا التصرف، زرعت فيه الثقة، وشعر بقيمته. النتيجة؟ أصبح أحد أعظم المخترعين في التاريخ.
🔍 ما الفرق بين الثقة بالنفس والغرور؟
الثقة بالنفس شيء إيجابي، بينما الغرور شيء سلبي وخطير.
* الثقة بالنفس* تعني أنك تعرف قدراتك، لكنك في الوقت نفسه تعرف نقاط ضعفك وتسعى لتطويرها. تتقبل النقد، وتحترم الآخرين، وتؤمن أنك “كفاية”، لكنك لست كاملًا.
** أما الغرور**، فهو شعور زائف بالعظمة، وتضخيم للذات. الشخص المغرور يظن أنه الأفضل دائمًا، يرفض الاعتراف بأي خطأ، ولا يقبل أن يُوجّه له نقد أو ملاحظة. يضع نفسه فوق الجميع، وكأنه لا يحتاج لتحسين أو تطوير، الغرور يمنع الإنسان من النمو الحقيقي، لأنه ببساطة لا يرى حاجته للتغيير.
** كثيرًا ما نرى أشخاصًا وصلوا لمناصب أو إنجازات كبيرة، لكنهم فقدوا كل شيء فجأة، بسبب غرورهم وثقتهم المفرطة بأنفسهم، ورفضهم للنصح والتعلم.
✨ ** ببساطة ووضوح** :
* تقدير الذات = شعور داخلي مستمر بالاستحقاق والقيمة.
* الثقة بالنفس = سلوك خارجي ناتج عن هذا الشعور.
* الغرور = انحراف عن الثقة، يجعل الإنسان يتوهم الكمال.
**وبما إن كل موضوع منهم يحتاج إلي عدة مقالات للتحدث عنه ، سوف يكون هذا المقال بداية “هنفتح الباب” ونتعرف على مفهوم تقدير الذات بشكل أعمق، ونعرف قد إيه هو مهم، مش بس لينا، لكن كمان لأولادنا. لأن تقديرك لنفسك بينعكس على كل جوانب حياتك، وبيأثر على اللي حواليك، بشكل مباشر وغير مباشر.**
ثانيًا: ليه حبك لنفسك – “تقدير الذات” – مش رفاهية؟
كتير من الناس بيعتقدوا إن حب النفس أو تقدير الذات نوع من الدلع أو الأنانية، أو حتى رفاهية نلجأ ليها في وقت الفراغ. لكن الحقيقة عكس كده تمامًا.
تقدير الذات هو الأساس اللي بتتبني عليه صحتك النفسية وحياتك كلها ، وهو العمود الفقري اللي بيدعمك في كل جوانب الحياة:* في تعاملك مع زوجك ، في علاقتك بـأهلك وأولادك، في شغلك، وفي قراراتك اليومية والمصيرية.
✅ ليه مهم؟
لأن لما تكوني مقدّرة نفسك، بتكوني أكثر وعيًا وقوة في مواجهة التحديات.
تقدير الذات بيساعدك:
* تتخذي قراراتك بحكمة واتزان.
* تتعاملي مع مشاكلك من منظور إيجابي بدل ما تنهاري أو تهربي منها.
* تكوني أحنّ على نفسك بدل ما تفضلي تلوميها وتجلديها طول الوقت.
✋ لكن، لو كنتِ بتعاني من ضعف تقدير الذات، النتيجة بتكون مؤلمة جدًا، وبتأثر على حياتك بشكل مباشر.
✳️ بعض العلامات والنتائج السلبية لضعف تقدير الذات:
1. **قرارات خاطئة ومبنية على الخوف:**
* بتفضلي تشكّي في نفسك وفي قدراتك.
* تبقي مترددة، خايفة من الفشل.
* ممكن ترفضي فرص مهمة لمجرد إنك مش واثقة إنك “قدّها“.
2. **العزلة والانسحاب من العلاقات:**
* بتحسي إنك غير كافية، أو إنك غير محبوبة.
* تبتعدي عن الناس، مش لأنك مش محتاجاهم، لكن لأنك شايفة إنك مش تستحقي وجودهم في حياتك.
3. **القبول بعلاقات أو أوضاع مؤذية:**
* بتستمري في علاقة بتهينك أو تقلل منك، لأنك شايفة إنك “مش هتلاقي أحسن من كده“.
* تفضلي تشتغلي في شغل مرهق ومهين، لأنك مش مصدقة إنك تستحقي بيئة أفضل.
4. **الانهيار أمام الفشل أو الانتكاسات:**
* أي فشل صغير بيهزك من جوا.
* مش بتقدري تشوفي إنه تجربة عادية بتحصل لكل الناس، لأن صوتك الداخلي السلبي بيقولك “شايفة؟ فاشلة كالعاده“.
تقدير الذات مش رفاهية… ده حقك
تقديرك لنفسك مش معناه إنك مثالية أو مش هتغلطى، لكن معناه إنك إنسانة تستحقي الاحترام، حتى في لحظات ضعفك ، هو مش أنانية، لكنه أول خطوة علشان تقدري تحبي غيرك صح، وتبني علاقات صحية، وتكوني أم أو زوجة أو إنسانة أقوى وأكثر اتزانًا.
ثالثًا: هل النجاح المهني يخدعنا؟ الحقيقة عن تقدير الذات
قد نظن أحيانًا أن النجاح في العمل أو الدراسة دليل على أننا نملك تقديرًا عاليًا لذواتنا. لكن الحقيقة ليست بهذه البساطة.
**النجاح الخارجي لا يعني دائمًا وجود تقدير داخلي للذات.**
للأسف، كثير من الناس يحققون نجاحات كبيرة، لكن في داخلهم فراغ عميق وشعور دائم بعدم الكفاية ،هم لا يسعون للنجاح حبًا في الإنجاز أو تقديرًا لذاتهم، بل رغبة في إثبات أنفسهم للآخرين، أو للحصول على رضا من حولهم فقط.
✅ الفرق بين النجاح الحقيقي والنجاح التعويضي:
**النجاح الحقيقي** نابع من الداخل، من رغبة شخصية في التطور، وفي تحقيق الأهداف بدافع ذاتي، مع إحساس بالفخر والمتعة أثناء الرحلة.
** أما النجاح التعويضي**، فهو محاولة لإثبات الذات بسبب الشعور بالنقص. الشخص يركض خلف الإنجاز ليكسب قبول الناس أو يتفادى نقدهم، لا ليستمتع بما يصنعه أو يحقق ذاته من خلاله.
في هذه الحالة، النجاح يصبح مجرد “قناع” يخفي وراءه مشاعر عدم الرضا، وعدم التصالح مع النفس.
🧒 مثال بسيط من حياتنا اليومية:
تخيّلي طفل دخل بطولة رياضية.
تعب، وتمرّن، واجتهد… لكن مش لأنه بيحب الرياضة أو فخور بمجهوده، بل لأنه خايف من زعل أهله، أو عايز ياخد ميدالية علشان يسمع كلمة حلوة منهم، أو يتفادى النقد.
هذا الطفل – مثل كتير من الكبار – بيجري في السباق، بس من غير ما يستمتع بالرحلة، ولا يشعر بأي فخر داخلي. هو بيعمل “الصح” علشان يرضي الناس، مش لأنه شايف نفسه يستحق.
ببساطة:
**النجاح لا يساوي دائمًا تقدير الذات.**
لو ما كنتش بتستمتع بإنجازاتك، وبتحس إنها وسيلة لإرضاء الآخرين مش نفسك، فده مؤشر إن تقديرك لذاتك محتاج مراجعة.
الإنجاز الحقيقي يبدأ من الداخل، من شعورك إنك تستحق، وإنك بتكبر وتتطور علشانك… مش علشان حد تاني .
رابعًا: علامات خفية بتقول إن تقديرك لذاتك ضعيف
مش دايمًا بيكون ضعف تقدير الذات واضح وصريح… أوقات كتير بيتخفّى وراء سلوكيات بنعتبرها “عادية”، لكن في الحقيقة هي إشارات بتنور لمبة حمراء جوانا.
1. جلد الذات المستمر
دايمًا ترجعي تفكري في كل غلطة عملتيها، حتى لو عدّى عليها سنين.
تفضلي تقولي لنفسك كلام زي:
“إزاي عملت كده؟“، “أنا فشلت“، “أنا السبب في كل حاجة“.
والمشكلة إن التفكير ده مش هدفه التعلم من الخطأ…هو بس نوع من العقاب المستمر، وإحساس دائم بالذنب وكأنك مش تستحقي تسامحي نفسك.
💡 **تمرين بسيط مع بعض:**
خلينا نتخيّل إننا كلنا لسه بنتعلم نقدّر نفسنا ، خدي لحظة واكتبي جملة لطيفة ومشجعة لواحدة من صديقاتك .
دلوقتي… اقري الجملة دي لنفسك بصوت داخلي.
** شايفة؟ قدرتِ تقولي كلام حلو لنفسك، من غير جلد، من غير قسوة**
2. التردد الزائد في اتخاذ القرارات
لو بتلاقي نفسك بتحتاري في أبسط الحاجات – زي تختاري تلبسي إيه، أو تاكلي إيه – فده ممكن يكون نابع من ضعف تقدير الذات.
ليه؟
لأنك مش واثقة إن رأيك كافي أو صحيح. فتبقي دايمًا محتاجة تأكيد أو موافقة من غيرك.
3. التعلق المفرط بالعلاقات السامة
أحيانًا، بنتمسّك بعلاقات مؤذية جدًا، ونرفض نسيبها حتى وهي بتستنزفنا ، مش بس كده… بنتعلّق بيها كأنها مسألة حياة أو موت.
ليه؟ لأننا حاسين إننا لا نستحق الأفضل و بناخد العلاقة “التوكسيك” بالحضن – زي ما بنقول – وبنخاف نفقدها، حتى لو بتأذينا كل يوم.
4. التفريط في الحقوق الشخصية بشكل مستمر
تلاقي نفسك سايبة أبسط حقوقك، ومش بتطلبي حاجة لنفسك، وبتسكتِ طول الوقت.
– أكلتي أي حاجة وخلاص.
– ما شربتيش الشاي بتاعك وهو سخن علشان تجهزي حاجات لأولادك.
– مش بتعبّري عن تعبك أو احتياجاتك علشان “البيت ما يتكركبش“.
اللي بيبان إنه “تضحية أم” أو “حب طبيعي” أحيانًا بيكون **تفريط مستمر في حقك الإنساني الأساسي**.
والمشكلة الأكبر؟
إنك بتوصّلي رسالة غير مباشرة لأولادك إنهم لما يكبروا مش من حقهم يهتموا بنفسهم… ولازم دايمًا يلغوا نفسهم علشان يرضوا الناس.
💬 “أنا سامعة صوت في دماغكم بيقول: راح علينا الكلام ده…”
كتير ممكن يقولوا:
“الكلام ده حلو في الكتب والمقالات“،
“إحنا في مطحنة مش فاضيين نفكر في نفسنا“،
“تسامح إيه وتصالح إيه؟ الدنيا مش مستاهلة“.
لكن خليني أقولك…إن لسه في وقت تقدّري نفسك وتتصالحي معاها؟
لأن تقديرك لذاتك مش بيأثر عليكِ بس…هو بيأثر على ولادك وتربيتهم، وعلى علاقتهم بنفسهم، الفقرة التالية سنوضح التأثير علي الأبناء.
وهنا تبدأ الحلقة تتكرر من جديد…
✨ تقدير الذات هو هدية بتديها لنفسك، وبتورّثيها لأولادك من غير ما تحسي.
خامسًا / هل تقدير الذات يُورّث؟ تأثيرنا على أولادنا أكبر مما نتصور
قد لا ندرك ذلك، ولكن طريقة تعاملنا مع أنفسنا هي أول درس يتلقّاه أطفالنا في كيفية تعاملهم مع أنفسهم .
تقدير الذات لا يُلقّن بالكلام فقط، بل يُنتقل من خلال السلوك اليومي، والنماذج الحية التي يرونها أمامهم، وأقرب نموذج دائمًا هو: الأم .
1- أنتِ القدوة الأولى… فماذا يرون ؟
* إن كنتِ تقدرين نفسك، وتُظهرين ذلك في كلامك وسلوكك، يتعلم الطفل احترام وتقديرذاته.
* إن كنتِ تتعاملين مع أخطائك بلطف، وتقبل، ومرونة… سيتعلّم أن يخطئ ويتعلم دون جلد للذات.
* إن كنتِ تحتفلين بإنجازاتك – سواء داخل المنزل أو خارجه – سيتعلم أن الإنجاز يستحق التقدير، حتى لو كان بسيطًا.
✅ لكن إن كنتِ تقللين من شأن نفسك، أو تُهمّشين إنجازاتك، أو تردّدين جملًا مثل:
“أنا لا أعمل شيئًا مهمًا، مجرد ربة منزل“،
“كل الناس أفضل مني“،
“نجاحي لا يُذكر“…
فهو سيتبنى هذه النظرة عن نفسه، مهما حاولتِ تعليمه عكسها بالكلام.
2- النقد المستمر والمقارنة تهدم تقدير الذات
* الأم التي تقدّر نفسها تكون أكثر هدوءًا، وبالتالي أقلّ ميلًا لنقد أطفالها أو مقارنتهم بغيرهم.
* الأطفال الذين يعيشون في بيئة نقد دائم، يفقدون ثقتهم بأنفسهم، ويشعرون أنهم غير كافين.
* حين تتوقفين عن مقارنة طفلك بغيره، وتبدأين بسماعه والتقرّب منه، يشعر بالأمان، ويتعلّم أن **القبول يبدأ من البيت.**
3- المبالغة في التضحية تُعلّم طفلك أن يتجاهل نفسه
* حين تضحين دائمًا براحتك، ووقتك، وصحتك، وتضعين الجميع قبلك، يتعلم طفلك أن حب الذات شيء غير مقبول.
* قد يترجم الطفل هذه التضحية بطريقتين:
* إما أن يُقلدك فيفني نفسه لإرضاء الجميع.
* أو يرفض هذا الأسلوب بشدة، فيتحول إلى شخص أناني، معتقدًا أن العطاء ضعف أو عبء.
✅ **الحل؟**
أن تكوني ( نموذجًا متوازنًا ) تعطين بحب، ولكن دون أن تلغي نفسك.
4- جلد الذات وتأنيب الضمير ينتقل بالتقليد
* حين تكثرين من قول:
“أنا السبب“،
“أنا دائمًا مقصّرة“،
“كان يجب أن أفعل كذا“،
فأنتِ تزرعين في طفلك فكرة أنه يجب أن يعيش في شعور دائم بالذنب، وأن عليه أن يُرضي الجميع على حساب نفسه.
5- غياب الحدود = غياب التقدير
* تقدير الذات يتجلى أيضًا في **وضع الحدود** مع الآخرين.
* حين لا تضعين حدودًا مع من يؤذيكِ، أو يستهلك وقتك وطاقتك، يتعلم طفلك أن القبول المطلق هو الطريقة الوحيدة ليكون محبوبًا.
* بينما حين يراكِ ترفعين صوتك للرفض عند الحاجة، وتعبّرين عن احتياجاتك، يفهم أن له الحق في قول “لا”، وهذا من أهم مؤشرات احترام الذات.
6- استخدامك للغة إيجابية مع نفسك = مرآة للطفل
* الطفل يسمعك حين تقولين “أنا فاشلة”، “أنا غبية”، “أنا شكلي وحش“…
فيسمع نفس الصوت في رأسه عندما يخطئ.
* استخدمي لغة محبة مع نفسك، حتى يتعلم طفلك أن يتحدث إلى نفسه بلطف أيضًا.
7- تعبيرك عن مشاعرك بوضوح
* لا تُخفي مشاعرك دائمًا ، عبّري عنها بطريقة صحية، كأن تقولي:
“أنا حزينة اليوم، وده طبيعي“،
“أنا محتاجة وقت لنفسي شوية“.
هذه العبارات **تُعلم طفلك أن المشاعر مش ضعف، بل جزء طبيعي من الحياة.**
💬 وتذكّري دائمًا:
أولادك لا يحتاجون أمًا مثالية… بل أمًا سعيدة، متصالحة، تحب نفسها .
طريقة حبك لنفسك، احترامك لوقتك، احتفالك بإنجازاتك، وحتى طريقتك في الاعتذار والتسامح مع ذاتك … كلها **دروس غير منطوقة**، يتلقاها طفلك ويعيش بها عمره كله.
سادساً /خطوات بسيطة.. تعزز تقديرك لذاتك من الداخل 🌸
تقدير الذات مش بييجي فجأة، هو رحلة من الوعي، والاهتمام، والممارسات البسيطة اليومية اللي بتفرق معانا جدًا. تعالي نبدأ مع بعض بخطوات صغيرة، لكن تأثيرها كبير وجميل على نفسك وروحك:
1- تمرين الامتنان للنفس 📝
خدي دقيقة كده، وهاتي ورقة وقلم، واكتبي:
* 3 حاجات بتحبيها أو بتقدريها في نفسك
* 3 حاجات ممتنة لوجودها فيك (صفاتك، قدرتك على التحمل، طيبتك… إلخ)
💬 *الهدف إنك تشوفي الحلو اللي جواكي، وتعملي حديث إيجابي مع نفسك، يكسر الصوت الداخلي السلبي اللي بيقلل منك وبيضعف تقديرك لذاتك.*
❗ **الامتنان للنفس** هو أول طريق التصالح مع الذات، زيه زي الامتنان لنِعَم ربنا الكتير حوالينا.
2- حددي أهداف يومية صغيرة 🎯
* اكتبي كل يوم هدف بسيط تحققيه: حتى لو كانت “أكلة جديدة”، “قراءة صفحة”، أو “ساعة راحة لنفسك“.
* لما تحققي الهدف، احتفلي بيه! قولي لنفسك: *”أنا قدرت. أنا بعمل فرق.”*
👏 كل لحظة بتمر، كل مجهود، حتى دورك في بيتك ومع أولادك، هو إنجاز حقيقي يستحق التقدير.
3- تصالحي مع أخطائك 🤝
* لما تغلطي، بدل ما تقسي على نفسك، اسألي: *”اتعلمت إيه؟“*
* شوفي خطأك بعين المتعلمة مش القاضية! اللوم المستمر مش هيصلح شيء، لكن الفهم والرحمة بيغيروا كتير.
❣️ الخطأ مش فشل، هو خطوة في سلم نضجك وتطورك.
4- اهتمي بنفسك وصحتك 💅🧘♀️
* كلي أكل صحي يديكي طاقة ويغذي جسمك
* امشي، اتحركي، حتى لو نص ساعة في اليوم
* اهتمي بمظهرك ولبسك، حطي لمسة جمالك أنتي، حتى لو في البيت!
🌷 ربنا خلقنا بفطرة بتحب الجمال… والاهتمام بنفسك مش رفاهية، دا احترام لروحك.
5- ركزي على رحلتك، مش مقارنة بحد 🚫📉
* كل واحدة فينا عندها رحلتها الخاصة
* متقارنيش ظروفك، ولا إنجازك، ولا حياتك بحياة أي حد
* اللي بتشوفيه على السوشيال ميديا مش الصورة الكاملة، ركزي في ورقتك، وطريقك
🔑 المقارنة سلاح بيحطم الثقة بدون ما نحس… علمي ولادك كمان يقدروا نفسهم من غير ما يقارنوا.
6- أحاطي نفسك بإيجابيات 💞
* اختاري الناس اللي بيحبوا الخير ليكي، وبيشجعوكي
* قللي الاحتكاك بالأشخاص السلبين أو اللي دايمًا بينتقدوا
* خدي وقتك لنفسك، للهدوء، للراحة، للتأمل
🌙 المحيط الإيجابي مش رفاهية، هو دعم لصحتك النفسية والعاطفية.
7- احتفظي بدفتر إنجازاتك 📖
* اكتبي فيه كل مرة عملتي حاجة حلوة أو خطوة جديدة
* راجعيه وقت ما تحسي إنك مش قادرة… هتلاقي إنك قوية أكتر مما كنتي فاكرة.
💌 ** أنتِ كفاية، كما أنتِ.**
تقدير الذات مش إنك توصلي للكمال، لكن إنك تحتفلي برحلتك، بكل لحظاتها، وتحبّي نفسك في كل مراحلها.
💫 الخاتمة: تقدير الذات… بداية كل شيء
يمكن مقالنا انتهي ، لكن الرحلة لسه في بدايتها… الرحلة اللي ما بينك وبين نفسك، واللي أهم من أي علاقة في الدنيا.
تقدير الذات مش رفاهية، ده أساس الصحة النفسية، والاستقرار، والسلام الداخلي.
علم النفس بيأكد إن الشخص اللي يقدر نفسه، يكون أقدر على مواجهة التحديات، واتخاذ القرارات، وبناء علاقات صحية، لأنه ببساطة “بيعرف هو مين” و”يستحق إيه“.
💡 ومن منظور ديني، ربنا سبحانه وتعالى قال:
**”ولقد كرمنا بني آدم”** \[الإسراء: 70]
التكريم ده مش بس في الخَلق، ده كمان في القيمة… ربنا كرمك، فلا تهملي كرامتك، ولا تقللي من قيمتك، حتى بينك وبين نفسك.
اهتمامك بنفسك، بصحتك، بعقلك، بروحك، مش أنانية… ده “أمانة” وهبة من ربنا لازم تصونيها.
✨ لو كل واحدة خرجت من هذا المقال وهي أقرب لنفسها شوية، وحنونة على قلبها، وسامحة لنفسها تتنفس وتغلط وتتعلم… فأنتي كسبتي كتير.
زي ما بنتعب فنروح لدكتور علشان نداوي جسمنا، كمان لازم نِطبطب على روحنا ونسمع لها… الروح دي بتتعب، وبتنادي علينا، بس إحنا كتير مشغولين عنها.
## 🎁 تذكري دائمًا:
“من لا يرى في نفسه شيئًا يستحق الحب، لن يشعر بحب أحد، مهما أحاطه الجميع بالمشاعر.” – (مبدأ في علم النفس)
ابدئي بنفسك، حبيها، قيميها، طوريها… والباقي هييجي لوحده، بإذن الله.
وخلي دايمًا في بالك:
**”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.”** \[الرعد: 11]
ابدئي من الداخل… والباقي كله هيتغير للأحسن.
اترك تعليقاً