** مقدمة :
يتحدث الكتاب ( ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا ) للكاتب براين تريسي عن التغلب على التسويف والتخطيط الجيد،
وذلك من خلال مواجهة المهام الأكثر صعوبةً وأهميةً في بداية كل يوم.
ويلفت النظر إلى أن الوصول للنجاح لا يتطلب دائماً مجهوداً خرافياً كما نتخيل، ولكن تنظيمًا جيدًا.
اسم الكتاب في الأساس هو “Eat That Frog”، او “التهم هذا الضفدع” يستلهم براين تريسي عنوانه من مقولة للكاتب مارك توين:
“إذا كان عليك أن تأكل ضفدعًا حيًا، فافعل ذلك أول شيء في الصباح الباكر، وسيكون هذا هو أسوأ ما ستواجهه طوال اليوم.”
ومقولة أخرى:
> “إذا كان عليك أن تأكل ضفدعين، فابدأ بالأبشع ، ولا تضيع وقتًا فى التحديق اليه .”
** المقصود بـ”الضفدع”:
هو المهمة الأصعب التي نتهرب منها ونؤجلها، مع علمنا أن إنجازها سيحدث فرقًا كبيرًا في حياتنا أو عملنا.
حيث إن الإنجاز يحرر [ الإندورفين ] في الجسم، مما يجعلنا أكثر إبداعًا وثقةً بالنفس.
[الإندورفين هو هرمون يُفرز في الدماغ ويُعزّز المشاعر الإيجابية]
حدد تريسى واحد وعشرين طريقة للقضاء على التسويف يمكن استخدام ايا منها او جميعها لالتهام الضفدع وهى كالاتى :
خطوات القضاء على التسويف والتهام الضفدع :
( 1 ) . هيئ الطاولة (تحديد الأهداف)
بدلاً من أهداف عامة مثل: *”أنا محتاجة أنقص وزني”*، يجب تحديد أهداف قابلة للتحقيق مثل:
“أنا سأخسر ١٠ كيلو جرامات خلال شهرين عن طريق تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة ٤ مرات أسبوعيًا”.
وهنا يجب التعرف على :
خطة تنفيذ الاهداف (٧ نقاط):
1 – قرر الهدف بوضوح وحدد لماذا هو مهم.
2 – اكتب الهدف على الورق: “الأهداف غير المكتوبة مجرد رغبة أو أمنية ووهم باطل؛ لأنها تظل غامضة ومشوشة، والكتابة تجعلها فكرة ملموسة”.
3 – حدد إطارًا زمنيًا للانتهاء: *”سأفقد ١٠ كيلو جرامات خلال شهرين بالنظام الغذائى والرياضة “، أو “سأتعلم لغة جديدة في ٣ شهور بممارسة ٣٠ دقيقة يوميًا”.
4 – حدد كل المهام والأنشطة التي تخدم الهدف.
5 – وضع خطة تنفيذية مكتوبة : “بماذا أبدأ؟ وما الذي يليه؟” حسب الاولوية والتتابع
توزيع المهام على جدول شامل ثم جداول فرعية.
6 – ابدأ فورًا : الخطط تم وضعها للتنفيذ وليس للتأجيل
7 – ركز على كل إنجاز جزئى بمفرده وسجل التطور: “ستجد نفسك تتجه نحو الهدف الرئيسي مباشرة”.
[ “المهمة المُكتوبة تفاصيلها هي مهمة نصف محلولة”].
وهذا يتوافق مع مبدأ SMART للأهداف (محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، واقعية، محددة بزمن)
( 2 ) . خطط لكل يوم مسبقًا :
– خصِّص ١٠ دقائق كل ليلة لوضع قائمة مهام اليوم التالي بالتفصيل.
– حَدِّد “الضفدع” وابدأ به فورًا اول شئ .
– حَدِّد موعد البدء و وقتًا مُحدَّدًا لإنجازه.
– طَبِّق قاعدة ٩٠/١٠:
“١٠٪ من الوقت الذي تستثمره في التخطيط الجيد، يوفر عليك ٩٠٪ من الوقت المهدر لاحقًا”.
( 3 ) . استخدم قاعدة باريتو (٨٠/٢٠) :
– رَكِّز على الـ٢٠٪ من المهام التي تحقق ٨٠٪ من النتائج.
– لا تنجذب للأعمال الصغيرة المتكررة:
“للوصول للوزن المطلوب: التمارين والنظام الغذائي (٢٠٪) يحققان ٨٠٪ من النتيجة، بينما البحث الطويل لشراء ملابس الجيم المناسبة (٨٠٪ جهد) لا يُحدث تأثيرًا ملحوظًا”.
( 4 ) . فكر في العواقب :
– رصد المكاسب والخسائر لعدم إتمام المهمة.
– التضحيات البسيطة ترسم طريق النجاح:
“الاستيقاظ مبكرًا لإنهاء تقرير: تضحية بسيطة مقابل النجاح فى العمل “.
“خسارة وجبة دسمة: تضحية مقابل الصحة”.
“خسارة وقت المسلسل الذى تحبه : تضحية مقابل تعلُّم لغة”.
( 5 ) . استخدم طريقة ABCDE :
– أ (A): مهام حاسمة تُنجَز فورًا.
– ب (B): مهام مهمة غير عاجلة.
– ج (C): مهام اختيارية (شرب قهوة مع صديق).
– د (D): مهام يُمكن تفويضها.
– هـ (E): مهام يُمكن حذفها (توفير الوقت الضائع على السوشيال ميديا).
[تُعلِّم التمييز بين العاجل والمهم ]
( 6 ) . ركز على مجالات النتائج الرئيسية :
-فمثلا لو كانت المجالات الأساسية:
– الصحة: التركيز على الأكل الصحي ومواعيده.
– العلاقات: وقت نوعي مع العائلة/الأصدقاء + صلة الرحم.
– تطوير الذات: البحث عن نقاط التحسين (مثل “سجل الفضائل ل بنيامين فرانكلين”).
( 7 ) . الكفاءة المفروضة :
يمكن شرحها بجملة محددة وهى :
“لا يوجد وقت كافي لفعل كل شيء، ولكن هناك دائمًا وقت كافي لفعل الشيء المهم.”
[وهذا هو جوهر مفهوم “أكل الضفدع”]
( 8 ) . استعد تمامًا قبل أن تبدأ :
– جهِّز أدوات المهمة مسبقًا لتجنيد العقل للتنفيذ:
“في الصحة: أجهِّز حقيبة الرياضة ليلًا، وأضع مكونات الوجبات الصحية في الثلاجة أول الأسبوع”.
فى دراسة اللغة جهز الدفتر والاقلام وحدد نوع الدروس ووقت الدراسة
[التحضير المسبق يمنع الإنجاز الضحل].
( 9 ) . ركز كل أفكارك على المهمة الحالية :
– حارب المشتتات:
– أغلق إشعارات السوشيال ميديا.
– خصِّص ٤٥ دقيقة لاغلاق الهاتف للتركيز على المهمة + ٥ دقائق فحص سريع.
– أوقف إشعارات الجروبات غير المهمة.
– توقف عن متابعة الفيديوهات السريعة التى تلتهم الوقت وتجهد العقل .
[ حجِّم المشتتات في إطار زمني ضيق].
( 10 ) . جزِّئ المهمة :
– “كُل الفيل جزء جزء”: قسم الضفدع الى اجزاء قبل الالتهام
– تشريح المهمة الكبيرة إلى مهام صغيرة.
– التشبيه:
“مثال
عند السفر لمسافة ٢٠٠ ميل ليلا فإن إضاءة السيارة: تُضيء ١٠٠-١٥٠ مترًا فقط، وبعد اجتيازها تُضيء المسافة التالية وهكذا حتى نصل الى نهاية الطريق”.
( 11 ) . العمل على التحسن المستمر :
– تنمية المهارات عبر: الدراسة، القراءة، البودكاست.
( 12 ) . قوِّ مواهبك الخاصة :
“ركز على موهبتك المميزة التى تساعدك لتنجز المهام باحترافية وجهد أقل”.
( 13 ) . اضغط نفسك :
– ضع جدولًا زمنيًا صارمًا لتحقيق الانجاز .
– كُن رقيبًا على نفسك:
“مثل التغذية الراجعة يوميًا في دفتر الفضائل”.
[اضافة خارجية استعن بشخص لمتابعتك + ضع عقوبة معنوية مرحة للتأخير]
( 14 ) . وسع قدراتك الشخصية:
اختراق منطقة الراحة عبر:
١. تحديد مهارات جديدة.
٢. مواجهة تحديات أكبر تدريجيًا.
٣. الاستفادة من الفشل.
٤. مبدأ التراكم: القدرات كالعضلات – كلما زاد استخدامها في مهام مُجهدة، زادت قوتك.]
( 15 ) . حفز نفسك للعمل :
– عاهد نفسك بمكافأة عند الإنجاز.
– ركز على الحلول لا المشكلات (كن متفائلًا).
– استغل أوقات الذروة لطاقتك وانجهز اكبر قدر خلالها .
– استخدم تقنية البومودورو (٢٥ دقيقة عمل + ٥ دقائق راحة) حيث ان تحديد نقطة قريبة للانتهاء يعطى دافعا اكبر للانجاز فأنت لن تحمل الجبل الى ما لا نهاية .
( 16 ) . المماطلة الإيجابية :
– أَجِّل المهام ذات القيمة المنخفضة لصالح “الضفادع”.
( 17 ) . ركز على مهمة واحدة كل مرة :
– التركيز الأحادي يقلل إهدار ٥٠٪ من الوقت.
– قاوم التشتت ولا تُغذِّ “عقل القرد”.
– ارفض التبديل المتواصل بين المهام:
“يُضاعف وقت الإنجاز ويُضعف الجودة”.
( 18 ) . هيئ البيئة :
– أزِل المعوقات: نظِّم مكتبك، أغلق الباب، أطفئ الإشعارات.
( 19 ) . استخدم تقنية الشرائح:
– ابدأ فورًا ولو لمدة قصيرة:
“قل: ‘سأعمل ١٠ دقائق فقط’ – غالبًا ستستمر”.
بأبسط الجزئيات:
– كتابة تقرير: ابدأ بكتابة سطرين.
– كتابة مقال: جهز الفقرة الافتتاحية.
– الرجيم: ابدأ بتقليل كميات الطعام اليومية.
( 20 ) . زِد الضغط على نفسك:
– ضع مواعيد نهائية وهمية:
“إذا كان التسليم بعد أسبوع، اختر موعدًا ‘قبل يومين’” ضع نفسك فى حالة طوارئ .
( 21 ) . استفِد من كل دقيقة :
– حَوِّل أوقات الانتظار إلى فُرص إنجاز:
“استمع لبودكاست في المواصلات، اقرأ في عيادة الطبيب”.
وسع دائما من الوقت المتاح.
ختامًا :
الكتاب يُعيد تعريف النجاح: ليس ببذل مجهود مضاعف، بل بمواجهة “الضفادع” أولًا، وتطبيق هذه الطرق يضمن تحويل التسويف إلى إنتاجية استثنائية. التركيز على الأساسيات وحدها كفيل بخلق تحوُّل جذري في الحياة الشخصية والمهنية .
إن كتاب ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا لا يقدم مجرد نصائح تنظيمية، بل يدعونا إلى تبني عقلية الإنجاز والانضباط الذاتي. فمواجهة المهام الصعبة أولًا ليست مجرد تقنية، بل هي إعلان نية للسيطرة على الوقت وتوجيه الحياة نحو الأهداف الأهم. وبين ضغوط الحياة اليومية وتعدد المسؤوليات، يظل هذا المبدأ البسيط – “كل الضفدع أولًا” – تذكيرًا قويًا بأن الإنجاز يبدأ بالشجاعة، وأن الخطوة الأولى نحو التغيير قد تكون الأصعب… لكنها دائمًا الأهم.
اترك تعليقاً