التلاعب العاطفي بين الأزواج: الأذى الصامت الذي يقتل الحب!

قد لا تكون الكلمات جارحة، ولا الأفعال عنيفة، لكن هناك نوعاً من الأذى يُمارس بصمت…
أذى يُضعف النفس، ويكسر الروح، ويميت الحب ببطء، إنه “التلاعب العاطفي”.

يُمارسه البعض داخل العلاقة الزوجية دون وعي أحياناً، لكن نتائجه خطيرة، وآثاره مدمرة للحب والاحترام والثقة.

هو أسلوب خفي في التواصل، يقوم على الاستهانة بمشاعر الطرف الآخر و رمي الأخطاء عليه بشكل دائم و جعله يشعر بأنه سبب كل ما يحدث من مشاكل داخل العلاقة.
ولا يقتصر التلاعب العاطفي على طرف دون آخر، فقد يصدر من الزوج أو من الزوجة، لكن النتيجة واحدة: علاقة مرهقة، ومشاعر مستهلكة، وثقة مكسورة.

1. الاستخفاف بالمشاعر

مثل: “انتي بتكبري المواضيع”، “مالك حساسة كده؟”

2. نقل اللوم للطرف الآخر

هو يخطئ، لكن أنت تتحمل المسؤولية دائمًا.

3. تشويش الواقع

يجعلك تشك في نفسك، وفي مشاعرك، وتبدأ في التساؤل: “هل أنا فعلاً مخطئ؟”

  • عندما يُخطئ، يجعلك أنت المخطئ، و يسألك ببرود: “مالك؟ ليه زعلان؟” كأنه لا يعلم.
  • يقلل من إحساسك ويصفك بأنك تحب النكد أو لا تتحمل شيئاً.
  • يراك “تحب تعقيد الأمور”، رغم أنك فقط تحاول التعبير عن ألمك.
  • يشعرك بالذنب دائمًا عندما تأخذ موقفاً.
  • يشككك في نفسك ويقنعك أنك دائماً السبب.

تفقد ثقتك بنفسك، وتعيش في توتر نفسي دائم. يضعف احترامك لذاتك، وتبدأ في الشك في مشاعرك وقراراتك.

ومع الوقت، تدخل في صراع داخلي مؤلم:
أنت تحب هذا الشخص لأنك اعتدت عليه، لأن بينكما لحظات جميلة لا تُنسى…
لكنك في الوقت نفسه تشعر بالكره ناحيته دون وعي.
تتأذى منه باستمرار، تشعر بأنك غير مرئي، غير مفهوم، غير مُقدَّر.

هذا التذبذب بين الحب والكره يُرهقك، يستهلك طاقتك، ويُربك إحساسك بذاتك، يجعلك تسأل نفسك:
“هل أنا شخص سيئ؟ لماذا أكرهه وأنا ما زلت أحبه؟”

بعد أن يجرحك…
يعود متظاهرًا باللطف والحنان، وكأنه لم يفعل شيئًا.
لكنه لا يفعل ذلك حبًا… بل خداعًا وتلاعبًا، هدفه الوحيد أن يُبقيك تحت سيطرته.
وما إن يشعر أنك هدأت ورضيت… يعيد الأذى من جديد، بنفس الطريقة، وكأن شيئًا لم يكن.

  • ضع حدودًا واضحة وثابتة
    لا تسمح بأن تُستخدم مشاعرك ضدك.
  • عبّر عن ألمك بصدق
    وقل: “مشاعري حقيقية، ولا أسمح أن يُستهان بها.”
  • ارفض أن تُؤذى باسم الحب
    لأن الحب الحقيقي لا يؤذي، لا يكسر، لا يخذلك، الحب يعني أن تكون أولوية في قلب شريكك.

التلاعب العاطفي ليس مجرد “سوء تفاهم”، بل مشكلة تواصل خطيرة تهدم الحب و الاحترام في العلاقة الزوجية، وأي علاقة يغيب عنها الصدق والتقدير لمشاعر الطرف الآخر، هي علاقة مهددة بالانهيار، مهما طال بقاؤها.
ابدأ اليوم بوضع حدودك، واسترجاع صوتك، لأنك تستحق أن تُحَب باحترام، لا بتلاعب.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *